مثله (يعني سابقه بلاغ الزهري)، وزاد فقال عمر: إن عيسى لا أب له. وقوله: "أنا في جلجتنا"، قال صاحب "عون المعبود": أي: في عدد من أمثالنا من المسلمين لا ندرى ما يصنع بنا. كذا في "المجمع". وقال ابن الأثير في "النهاية" ١/ ٢٨٣: لما نزلت: {إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: ١ - ٢] قالت الصحابة: بقيِنا نحسّن في جَلَج لا ندري ما يُصنع بنا. قال أبو حاتم: سألت الأصمعي عنه، فلم يعرفه، وقال ابن الأعرابي وسلمة: الجلَجُ: رؤوس الناس، واحدتُها جلَجَة، المعنى: إنا بقِينا في عَدَدِ رؤوس كثيرة من المسلمين. وقال ابن قتيبة: معناه وبقينا نحن في عَدَد من أمثالنا من المسلمين لا ندري ما يُصنع بنا، وقيل الجلَج في لغة أهل اليمامة: جِبابُ الماء، كأنه يريد: تُركنا في أمر ضيق كضيق الجِبَاب. (١) إسناده صحيح. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو عثمان: هو جعد بن دينار. وأخرجه مسلم (٢١٥١) عن محمَّد بن عبيد الغبرى، والترمذي (٣٠٤٣) عن محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (١٢٣٦٦) و (١٤٠٣٨). (٢) مقالة أبي داود هذه أثبتناها من (هـ).