وخالفهم محمد بن فضيل في رواية أخرى عند البخاري (٥٧٠٥) فرواه عن حصين بن عبد الرحمن، به موقوفاً على عمران. ورواية الجمهور أَولى. وخالف الجمهور أيضاً هشيم، فرواه عن حصين، عن الشعبي، عن بريدة موقوفاً. أخرجه من طريقه مسلم (٢٢٠)، وهو عند ابن حبان (٦٤٣٠). وخالف هشيماً شعبةُ وأبو جعفر الرازي، فروياه عن حصين، عن الشعبي، عن بريدة مرفوعاً. أخرجه من طريق شعبة تعليقاً الترمذي بإثر (٢١٨٤)، وأبو حاتم في "العلل" ٢/ ٣٤٨، ومن طريق أبي جعفر الرازي ابنُ ماجه (٣٥١٣). ورجّح المزي في "التحفة" ٢/ ٧٧ أن الحديث حديث عمران، وأما ابن حجر فقال في "الفتح" ١٠/ ١٥٦: والتحقيق أنه عند حصين عن عمران وعن بريدة جميعاً. وانظر ما سيأتي برقم (٣٨٨٩). قال الخطابي: الحُمَة: سُم ذوات السُّموم، وقد تسمى إبرة العقرب والزنبور حمة، وذلك لأنها مجرى السم. وليس في هذا نفي جواز الرقية في غيرها من الأمراض والأوجاع، لأنه قد ثبت عن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - أنه رقى بعض أصحابه من وجع كان به. وقال للشفاء: "علمي حفصة رقية النملة". وإنما معناه: أنه لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والسم، وهكذا كما قيل: لا فتى إلا عليّ، ولا سيف إلا ذو الفقار.