للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨ - باب ضَربِ الدُّفِّ في العُرسِ والعيد (١)

٤٩٢٢ - حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا بِشرٌ، عن خالد بن ذَكوانَ

عن الرّبَيِّع بنتِ مُعَوِّذ بن عَفْراءَ، قالت: جاءَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فدَخَلَ عليٍّ صَبِيحةَ بُنِيَ بي، فجَلَس على فِرَاشي كمَجْلِسِكَ مني، فجَعَلت جُوَيرِيَاتٌ يَضرِبْنَ بدُفٍّ لهنّ، ويَنْدُبْنَ من قُتِلَ من آبائي يومَ بدرٍ، إلى أن قالت إحداهن: وَفينا نبيٌّ يعلمُ ما في الغَدِ.

فقال: "دَعِي هذه، وقولي الذي كنت تقولين" (٢).


= قال الخطابي في "معالم السنن" ٤/ ١٢٣ - ١٢٤ في شرح هذا الحديث: هذه أمور قد يضطر الإنسان فيها إلى زيادة القول ومجاوزة الصدق طلبا للسلامة ودفعا للضرر عن نفسه، وقد رخص في بعض الأحوال في اليسير من الفساد لما يؤمل فيه من الصلاح.
والكذب في الإصلاح بين اثنين، هو أن ينمي، من أحدهما إلى صاحبه خيراً أو يبلغه جميلاً، وإن لم يكن سمعه منه، ولا كان أذن له فيه، يُريد بذلك الإصلاح.
والكذب في الحرب: هو أن يظهر من نفسه قوة، ويتحدث بما يشحذ به بصيرة أصحابه، ويقوي مُنتهم ويكيد به عدؤهم في نحو ذلك من الأمور.
وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الحرب خدعة" وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه كثيراً ما يقول في حروبه صدق الله ورسوله، فيتوهم أصحابُه أنه يُحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان يقول: إنما أنا رجل محارب.
فأما كذبُ الرجل زوجتَه، فهو أن يَعِدَها ويُمنيَها ويُظهِرَ لها مِن المحبة أكثر مما في نفسه، يستديمُ بذلك محبتَها، ويستصلحُ به خُلقَها.
(١) المثبت من (هـ)، وهو الموافق لحديثي الباب، وفي (١) و (ب) و (ج): بابٌ في النهي عن الغِناء.
(٢) إسناده صحيح. مسدد: هو ابن مُسَرْهَد، وبشر: هو ابن المفضل.
وأخرجه البخاري (٥١٤٧) عن مسدد، بهذا الإسناد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>