للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥ - باب النَّهي عن الجدال في القرآن

٤٦٠٣ - حدَّثنا أحمدُ بنُ حنبلٍ، حدَّثنا يزيدُ -يعني ابنَ هارون- أخبرنا محمدُ بن عَمرو، عن أبي سَلَمة

عن أبي هريرة، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "المِراءُ في القُرآنِ كُفْرٌ" (١).


= وخالفهما سليمان بن المغيرة عند النسائي في "الكبرى" (٩١١٧)، فرواه عن ثابت، عن أنس. ولا نظن سليمان إلا أنه قد سلك الجادة، لأن جُلَّ رواية ثابت إنما هي عن أنس. فظن سليمانُ أن هذا منها، فكان واهماً، والله تعالى أعلم.
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- ولكنه متابع.
وهو في "مسند أحمد" (١٠٥٣٩).
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٨٠٣٩) من طريق أبي حازم سلمة بن دينار، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، المراء في القرآن كفر". وهذا إسناد صحيح.
وهو في "مسند أحمد" (٧٩٨٩)، وصححه الحاكم ٢/ ٢٢٣، ووافقه الذهبي.
وقال الخطابي: اختلف الناس في تأويله، فقال بعضهم: معنى المراء هنا: الشك فيه. كقوله: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ} [هود: ١٧]، أي: في شك، ويقال: بل المراء هو الجدال المشكك فيه.
وتأوله بحضهم على المراء في قراءته، دون تأويله ومعانيه، مثل أن يقول قائل: هذا قرآن قد أنزله الله تبارك وتعالى.
ويقول الآخر: لم ينزله الله هكذا فيكفر به من أنكره، وقد أنزل سبحانه كتابه على سبعة أحرف كلها شاف كاف، فنهاهم - صلى الله عليه وسلم - عن إنكار القراءة التي يسمع بعضهم بعضاً يقرؤها، وتوعدهم بالكفر عليها لينتهوا عن المراء فيه والتكذيب به، إذ كان القرآن منزلاً على سبعة أحرف، وكلها قرآن منزل يجوز قراءته ويجب علينا الإيمان به.
وقال بعضهم: إنما جاء في الجدال بالقرآن في الآي التي فيها ذكر القدر والوعيد،
وما كان في معناهما على مذهب أهل الكلام والجدل، وعلى معنى ما يجري من الخوض =

<<  <  ج: ص:  >  >>