وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" ٣/ ١٥ فقال: وقال عبد الله بن يزيد، فذكره. وسيأتى (٤٧٢٠). وقوله: "ولا تفاتحوهم" قال في "النهاية": أى: لا تحاكموهم، وقيل: لا تبدؤوهم بالمجادلة والمناظرة. (١) إسناده صحيح، أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه البخاري (١٣٨٣) و (٦٥٩٧)، والنسائي في "الكبرى" (٢٠٨٩) من طريق شعبة، والنسائي (٢٠٩٠) من طريق هشيم، كلاهما عن أبي بشر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (٢٦٦٠) عن يحيى بن يحيى، عن أبي عوانة، به. قال الإِمام النووي في "شرح مسلم" ١٦/ ١٧٠: أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين، فهو من أهل الجنة؛ لأنه ليس مكلفاً. وأما أطفال المشركين، ففيهم ثلاثة مذاهب، قال الأكثرون: هم في النار تبعاً لآبائهم، وتوقفت طائفة فيهم، والثالث وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم من أهل الجنة، ويستدل له بأشياء منها حديث إبراهيم الخليل - صلى الله عليه وسلم - حين رآه النبي-صلى الله عليه وسلم- في الجنة وحوله أولاد الناس، قالوا: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال: "وأولاد المشركين". رواه البخاري في "صحيحه (٧٠٤٧). ومنها قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الاسراء: ١٥] ولا يتوجه على المولود التكليف، ويلزمه قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى يبلغ وهذا متفق عليه، والله أعلم. وقد بسطنا القول في أولاد المشركين في "المسند" عند الحديث (١٨٤٥) فأرجع إليه لزاماً.