وأخرجه ابن ماجه (١٠٠٤)، والترمذي (٢٢٧) من طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن هلال بن يساف قال: أخذ زياد بن أبي الجعد بيدي ونحن بالرقة، فقام بي على شيخ يقال له: وابصة بن معبد من بني أسد، فقال زياد: حدثني هذا الشيخ أن رجلاً صلى خلف الصف وحده- والشيخ يسمع- فأمره رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أن يعيد. وقال الترمذي: حديث حسن. وقوله: "والشيخ يسمع" يعني أن وابصة قد أقر زياداً أنه سمع الحديث منه، فيكون هلال قد تحمَّل الحديث من قراءة زياد على وابصة، فيعتبر من رواية هلال عن وابصة مباشرة، ويكون الإسناد صحيحاً. وهو في "مسند أحمد" (١٨٠٠٢)، و"صحيح ابن حبان" (٢٢٠٠). قال الترمذي: وقد كره قوم من أهل العلم أن يُصلّي الرجل خلف الصف وحده، وقالوا: يعيد إذا صلى خلف الصف وحده، وبه يقول أحمد وإسحاق. وقد قال قوم من أهل العلم: يجزئه إذا صلى خلف الصف وحده، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي. وقد ذهب قوم من أهل الكوفة إلى حديث وابصة بن معبد أيضاً قالوا: من صلى خلف الصف وحده يُعيد، منهم حماد بن أبي سليمان وابن أبي ليلى ووكيع. واستظهر الشيخ ابن تيمية صحة صلاة المنفرد خلف الصف إذا تعذر انضمامه إلى الصف، وحجته أن جميع واجبات الصلاة تسقط بالعجز. انظر "مجموع الفتاوى" ٢٣/ ٣٩٦. (١) فى رواية ابن داسه والرملي عن أبي داود: حدَّثه، وهكذا أخرجه البيهقي ٣/ ١٠٦ من طريق ابن داسه، وكذلك أخرجه النسائي في "الكبرى" (٩٤٦) عن حمد ابن مسعدة، به.