وستأتي قصة تقبيل اليد برقم (٥٢٢٣). قال الخطابي: يقال: "حاص الرجل" إذا حاد عن طريقه، أو انصرف عن وجهه إلى جهة أخرى. وقوله: " وأنتم العكارون" يريد: أنتم العائدون إلى القتال، والعاطفون عليه، يقال: عكرتُ على الشيء: إذا عطفتَ عليه، وانصرفتَ إليه بعد الذهاب عنه، وأخبرني ابن الزَّيبقي، حدَّثنا الكُديمي، عن الأصمعي، قال: رأيتُ أعرابياً يَفْلى ثيابه، فيقتل البراغيث، ويترك القمل. فقلت: لم تصنع هذا؟ قال: أقتل الفرسان، ثم أعكر على الرجالة. وقوله -صلَّى الله عليه وسلم-: "أنا فئة المسلمين" يُمهِّد بذلك عُذرهم، وهو تأويل قوله تعالى: {أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ} [الأنفال: ١٦]. (١) إسناده صحيح. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطعة، وداود: هو ابن أبي هند. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٨٦٠٠) و (١١١٣٩) و (١١١٤٠)، والطبري في "تفسيره" ٩/ ٢٠١ و ٢٠١ - ٢٠٢ و ٢٠٢، والحاكم ٢/ ٣٢٧ من طرق عن داود بن أبي هند، به.