للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١ - باب في الرّفْق

٤٨٠٧ - حدَّثنا موسى بنُ إسماعيلَ، حدَّثنا حمادٌ، عن يونسَ وحُميدٍ، عن الحسن

عن عبدِ الله بنِ مُغَفلٍ، أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم - قال: "إن اللهَ رفيق يُحِبُّ الرّفْقَ، ويُعطِي عليهِ ما لا يُعطِي على العُنْفِ" (١).


= فنهاهُم عنه، يُريد: تكَلَّمُوا بما يحضُرُكم من القول، ولا تتكلفُوه كأنكم وُكَلاء الشيطان ورُسُلُه، تنطقُون عن لسانه.
وقال الخطابي في "معالم السنن" ٤/ ١١٢، قوله: " السيد الله": يريد أن الُسُّؤدُدَ حقيقة دله عز وجل، وأن الخلق كلُّهم عبيدْ له، وإنما منعهم فيما نرى أن يدعوه سيداً مع قوله: "أنا سيد ولد آدم" وقوله لبنى قريظة: "قوموا إلى سيدكم"، يريد: سعد بن معاذ، من أجل أنهم قوم حديث عهدهم بالإسلام، وكانوا يحسبون أن السيادة بالنبوة كهي بأسباب الدنيا، وكان لهم رؤساء يعظمونهم، وينقادون لامرهم، ويسمونهم السادات، فعلمهم الثناء عليه وأرشدهم إلى الأدب في ذلك، فقال: "قولوا بقولكم"، يريد: قولوا بقول أهل دينكم وملتكم وادعوني نبياً ورسولاً كما سماني الله عز وجل في كتابه، فقال {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ}، ولا تسموني سيداً كما تسمون رؤساءكم وعظماءكم، ولا تجعلوني مثلهم، فإني لستُ كأحدهم إذ كانوا يسودونكم بأسباب الدنيا، وأنا أسودكم بالنبوة والرسالة، فسموني نبياً ورسولاً.
وقوله: "بعض قولكم"، فيه حذف واختصار ومعناه دعوا بعض قولكم واتركوه، يريد بذلك: الاقتصار في المقال. قال الشاعر:
فبعضَ القول عاذِلتي فإني ... سيكفيني التجارب وانتسابي
قلنا: قول الخطابى: لبني قريظة. خطأ، والصواب أنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك للأنصار، كما جاء في "صحيح البخاري" (٤١٢١).
(١) حديث صحيح، رجاله ثقات. والحسن -وهو البصري- أثبتْ سماعه من عبد الله بن مغفل الإِمام أحمد وابن المديني. حماد: هو ابن سلمة، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار، وحميد: هو الطويل.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٤٧٢) عن موسى بن إسماعيل، بهذا الإسناد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>