وأخرجه مسلم (٢٠٢٤) من طريق همام بن يحيى، ومسلم (٢٠٢٤)، وابن ماجه (٣٤٢٤)، والترمذي (١٩٨٧) من طريق سعيد بن أبي عَروبة، كلاهما عن قتادة، به. زاد مسلم في رواية سعيد: قال قتادة: فقلنا: فالأكل؟ فقال: ذاك أشر أو أخبث. وهو في "مسند أحمد" (١٢١٨٥)، و "صحيح ابن حبان"، (٥٣٢١) و (٥٣٢٣). قال الخطابي: هذا نهي تأديب وتنزيه، لأنه أحسن وأرفق بالشارب. وذلك لأن الطعام والشراب إذا تناولهما الإنسان على حال سكون وطمأنينة كانا أنجع في البدن وأمرأ في العروق، وإذا تناولهما على حال وِفازٍ وحركة اضطربا في المعدة، وتخضخضا، فكان منه الفساد وسوء الهضم. وقد روي: أن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - شرب قائماً. وقد رواه أبو داود في هذا الباب: فكان ذلك متاولاً على الضرورة الداعية إليه، وإنما فعله -صلَّى الله عليه وسلم- بمكة: شرب من زمزم قائماً. قلنا: ثبت عنه -صلَّى الله عليه وسلم- أنه شرب وهو قائم في غير مكة، فقد روى ابن ماجه (٣٤٢٣)، والترمذي (٢٠٠١) عن كُبيشة: أن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - دخل عليها وفي البيت قربة معلقة فشرب قائماً. وانظر حديث علي الآتي عند المصنف بعده.