وأخرجه النسائي (١٠٦٣) من طريق أبي الأسود يتيم عروة، عن عروة، عن زيد ابن ثابت أنه قال لمروان: يا أبا عبد الملك، أتقرأ في المغرب بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}؟ قال: نعم قال: فمحلوفُهُ: لقد رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم -يقرأ فيها بأطول الطوليين {المص}. قوله: "بطولى الطوليين" أي: بأطول السورتين الطويلتين، وقد اختلف على ابن جريج في تعيين السورتين اللتين ذكرهما ابن أبي مليكة، فقيل: المائدة والأعراف، وقيل: الأنعام والأعراف، وقيل: يونس والاعراف، قال الحافظ في "الفتح" ٢/ ٢٤٧: فحصل الاتفاق على تفسير الطولى بالأعراف، وفي تفسير الاخرى ثلاثة أقوال، المحفوظ منها الأنعام. (١) رجاله ثقات، حماد: هو ابن سلمة. وأخرجه البيهقي ٢/ ٣٩٢ من طريق المصنف، بهذا الإسناد. قال ابن القيم في "زاد المعاد" ١/ ٢١٠: وأما المغرب، فكان هديُه- صلى الله عليه وسلم -فيها خلاف عمل الناس اليوم، فإنه صلاها مرةً بـ (الأعراف) فرقها في الركعتين، ومرة بـ (الطُور) ومرة بـ (المرسلات). قال أبو عمر بن عبد البر: روي عن النبى- صلى الله عليه وسلم -أنه قرأ في المغرب بـ {المص} وأنه قرأ فيها بـ (الصافات) وأنه قرأ فيها بـ (حم) الدخان وأنه قرأ فيهابـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وأنه قرأ فيها بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} وأنه قرأ فيها بـ (المعوذتين) وأنه قرأ فيها بـ (المرسلات) وأنه قرأ فيها بقصار المفصل، قال: وهي كلها آثار صحاح مشهورة.