وأخرجه ابن ماجه (٢٦١)، والترمذي (٢٨٤٠) من طريق علي بن الحكم، به. وأخرجه ابن ماجه (٢٦٦) من طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي، عن عبد الله ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وإسماعيل الكرابيسي حسن الحديث. وهو في "مسند أحمد" (٧٥٧١)، و "صحيح ابن حبان"، (٩٥). قال الخطابي: المعنى أن المُلجِمَ نفسَه عن قولِ الحق والأخبارِ عن العلم والأظهار له يُعاقب في الآخرةِ بلجامٍ من نار. قال: وهذا في العلم الذي يلزمه تعليمُه إياه، ويتعيَّنُ عليه فرضُه، كمن رأى كافراً يُريد الإسلامَ، يقول: علموني، ما الإسلامُ؟ وما الدينُ؟ وكمن يرى رجلاً حديث العهد بالإسلام لا يُحسن الصلاة -وقد حضر وقتها- يقول: علموني كيف أصلي، وكمن جاء مستغيثاً في حلال أو حرام يقول: أفتوني وأرشِدُوني، فإنه يلزمُ في مثلِ هذه الأمرر ألا يمنعوا الجوابَ عما سُئِلُوا عنه مِن العلم، فمن فعل ذلك، كان آثماً مستحقاً للوعيدِ والعقوبةِ، وليس كذلك الأمر في نوافلِ العلم التي لا ضرورةَ بالناسِ إلى معرفتها. وسئل الفضيل بن عياض عن قوله: "طلبُ العلم فريضةٌ على كل مسلم"؟ فقال: كُلُّ عملٍ كان عليك فرضاً، فطلبُ علمه عليك فرض، وما لم يكن العمل بهِ عليك فرضاً، فليس طلبُ علمه عليك فرض. (٢) إسناده صحيح. عَبد الله بن عَبد الله: هو أبو جعفر الرازي قاضي الري. =