للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: نسبة ذلك إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (خير الأسماء ما حمد وعبد) (١) خطأ عظيم؛ لأن هذا الحديث موضوع، لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإنما قال - صلى الله عليه وسلم -: "أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام" (٢) . وعلى هذا فنقول ما أضيف إلى الله أو إلى الرحمن فهو أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، ثم ما أضيف إلى أي

اسم من أسماء الله كعبد الرحيم، وعبد الوهاب، وعبد العزيز، وعبد اللطيف، وعبد الخبير، وعبد البصير، وما أشبهه.

وأما عبد النبي وعبد الرسول، وعبد جبريل، وعبد فلان أو فلان فهذا محرم، قال ابن حزم رحمه الله: (اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله حاشا عبد المطلب) ، وإنما استثني ذلك لأن بعض أهل

العلم قال: لا بأس بعبد المطلب؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب" (٣) ولكن من العلماء من حرم عبد المطلب وقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك خبراً وليس إنشاء، فهو عبد المطلب لأن جده سمي بذلك، ولا يمكن تغييره فهو خبر لا إنشاء، وعلى هذا فلا


(١) المقاصد الحسنة برقم (٤٢٥) .
(٢) رواه مسلم، كتاب الأدب، باب النهي عن التكني باسم القاسم برقم (١٢١٣٢) .
(٣) أخرجه البخاري، كتاب الجهاد، باب من قاد دابة غيره في الجماد (٢٨٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>