هذا حق فإنه لم يبعث قبل نوح - عليه الصلاة والسلام - رسول وبهذا نعلم خطأ المؤرخين الذين قالوا: إن إدريس - عليه الصلاة والسلام - كان قبل نوح؛ لأن الله تعالى يقول:{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} وفي الحديث الصحيح في قصة الشفاعة «أن الناس يأتون إلى نوح فيقولون له: أنت أول رسول أرسله الله إلى الأرض» فلا رسول قبل نوح بإجماع العلماء.
فنوح أول الرسل بالكتاب، والسنة، والإجماع.
ونوح - عليه الصلاة والسلام - أحد الرسل الخمسة الذين هم أولو العزم وهم: محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإبراهيم، وموسى، ونوح وعيسى عليهم الصلاة والسلام وقد ذكرهم الله في موضعين من كتابه: في سورة الأحزاب وسورة الشورى.
يعني أن الله أرسل نوحا - عليه الصلاة والسلام - إلى قومه لما وقع فيهم الغلو في الصالحين، وقد بوب المؤلف - رحمه الله - في كتاب التوحيد على هذه المسألة فقال:" باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين".
والغلو هو:" مجاوزة الحد في التعبد والعمل والثناء قدحا أو مدحا " والغلو ينقسم إلى أربعة أقسام: