[(١٢٠) سئل فضيلة الشيخ: عن عقيدة السلف في القرآن الكريم؟]
فأجاب قائلا: عقيدة السلف في القرآن الكريم كعقيدتهم في سائر أسماء الله وصفاته وهي عقيدة مبنية على ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكلنا يعلم أن الله - سبحانه وتعالى - وصف القرآن الكريم بأنه كلامه، وأنه منزل من عنده قال - تعالى -: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} . والمراد بلا ريب بكلام الله هنا القرآن الكريم وقال - تعالى -: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ} وقال - عز وجل -: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} فالقرآن كلام الله - تعالى - لفظًا ومعنى، تكلم الله به حقيقة وألقاه إلى جبريل الأمين، ثم نزل به جبريل على قلب النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين.
ويعتقد السلف أن القرآن منزل نزله الله - عز وجل - على محمد، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منجمًا - أي مفرقًا - في ثلاث وعشرين سنة حسب ما تقتضيه حكمة الله - عز وجل -، ثم إن النزول يكون ابتدائيًا، ويكون سببيًا بمعنى أن بعضه ينزل لسبب معين اقتضى نزوله، وبعضه ينزل بغير