للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

وقد دخل في ذلك الإيمان بأنه قريب من خلقه مجيب

ــ

فصل

في قرب الله تعالى وإجابته وأن ذلك

لا ينافي علوه وفوقيته

يعني: فيما وصف به نفسه. الإيمان بأنه قريب في نفسه ومجيب؛ يعني: لعباده.

ودليل ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:١٨٦] .

في هذه الآية ستة ضمائر تعود على الله، وعلى هذا؛ فيكون القرب قربه عز وجل، ولكن نقول في {قَرِيبٌ} كما قلنا في المعية؛ أنه لا يستلزم أن يكون في المكان الذي فيه الإنسان.

وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «إنه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» ، ولا يلزم أن يكون الله عز وجل نفسه في الأرض بينه وبين عنق راحلته.

وإذا كان قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «فإن الله قبل وجه المصلي» : لا يستلزم أن يكون الله بينه وبين الجدار، إن كان يصلي إلى الجدار، ولا بينه وبين الأرض إن كان ينظر إلى الأرض.

فكذلك لا يلزم من قربه أن يكون في الأرض؛ لأن الله ليس كمثله

<<  <  ج: ص:  >  >>