مع أن أبا بكر رضي الله عنه حبيب إلى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أحب الرجال إلى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعائشة رضي الله عنها حبيبة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزيد بن حارثة رضي الله عنه حبيب الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأسامة بن زيد رضي الله عنه حبيب الرسول عليه الصلاة والسلام، وكل الصحابة رضي الله عنهم أحباء للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولكن لم يتخذ واحداً منهم خليلاً؛ لأن الخلة أعلى أنواع المحبة، والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد أن تكون خلته لله سبحانه وتعالى، ويدل لذلك أيضاَ أن محبة الله للمؤمنين عامة، فالله يحب المؤمنين، ويحب المتقين، ويحب المقسطين، ويحب الصابرين، ولكن لا نعلم أنه اتخذ خليلاً إلا محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإبراهيم عليه الصلاة والسلام، وبهذا تبين أن الذين يصفون رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمحبة ويدعون الخلة أن فيهم نوعاً من التقصير، وأن الأولى أن يصفوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخليل الله، عن حبيب الله.
* * *
سئل فضيلة الشيخ - رحمه الله تعالى -: هل يشرع رفع اليدين عند الدعاء ومسحهما بعد أداء السنن والرواتب قبل الصلاة وبعدها، وعند دعاء الإمام آخر الخطبة يوم الجمعة؟