للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س ١٤٨٩: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله تعالى-: ذكر صاحب كتاب شفاء الفؤاد في زيارة خير العباد: أن الناس في زيارة النبي - صلى الله عليه وسلم - مراتب ومنازل، ويقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ينادي بالأول والآخر والظاهر إلى غير ذلك، فهل ما ذكره صاحب هذا الكتاب في كتابه صحيح؟ وهل يأثم من يطبع مثل هذا الكتاب أو يقوم بتوزيعه؟

فأجاب فضيلته بقوله: الكتاب الذي ذكره السائل لم أقرأه، وما ذكره من أن الزائر للنبي - صلى الله عليه وسلم - له مراتب لا ندري ما هذه المراتب التي أشار إليها السائل حتى نحكم عليها بالصحة أو بالبطلان، وأما من سمى أحداً بالأول والآخر والظاهر والباطن فقد جعله شريكاً لله- عز وجل- في هذه الصفات التي لا تحل إلا لله، فليس أحد من المخلوقين يكون هو الأول والآخر والظاهر والباطن، بل قال النبي عليه الصلاة والسلام: "أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء" (١) ، ويجب أن نعلم أن محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعظيم النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تكون بالغلو فيه، بل من غال بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه لم يعظم النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الغلو فيه، فإذا غاليت فيه فقد عصيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن عصا أحداً، فهل يقال: إنه عظمه؟ إذن يجب علينا أن لا نغلوا في النبي - صلى الله عليه وسلم - كما غلى أهل الكتاب بأنبيائهم، بل نقول: إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - عبد لا يعبد ورسول لا يكذب. وإنني بهذه المناسبة أشير إلى كلمة يقولها بعض الناس يقول:


(١) أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع (رقم٢٧١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>