قوله:{وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} ، أي: حتى ولو كانوا أقارب لهم، ولهذا «لما اعتمر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومر بقبر أمه استأذن الله أن يستغفر لها فما أذن الله له، فاستأذنه أن يزور قبرها فأذن له؛ فزاره للاعتبار وبكى وأبكى من حوله من الصحابة» .
فالله منعه من طلب المغفرة للمشركين؛ لأن هؤلاء المشركين ليسوا أهلا للمغفرة؛ لأنك إذا دعوت الله أن يفعل ما لا يليق؛ فهو اعتداء في الدعاء.
قوله:"وأنزل الله في أبي طالب "، أي: في شأنه.
قوله:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} ، الخطاب للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أي لا توفق من أحببت للهداية.
قوله:{يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} ، أي يهدي هداية التوفيق من يشاء، واعلم أن كل فعل يضاف إلى مشيئة الله تعالى؛ فهو مقرون بالحكمة؛ أي: من اقتضت حكمته أن يهديه فإنه يهتدي، ومن اقتضت حكمته أن يضله أضله.
وهذا الحديث يقطع وسائل الشرك بالرسول وغيره؛ فالذين يلجئون إليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويستنجدون به مشركون، فلا ينفعهم ذلك؛ لأنه لم يؤذن له أن يستغفر