يسبه؛ لأنه محل هذه الأمور المكروهة فهذا محرم؛ لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر؛ لأنه ما سب الله مباشرة، ولو سب الله مباشرة لكان كافرا.
٩٤ - سئل فضيلة الشيخ: كيف نجمع بين قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربه عز وجل: «يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر» . . " الحديث، وبين قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«الدنيا ملعونة ملعون ما فيها» الحديث؟
فأجاب قائلا: حديث «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها» لا أدري عن صحته، والذي أظن أنه ضعيف، ولكن على تقدير صحته فليس هذا من باب السب، إنما هو من باب الخبر وأنه لا خير فيها إلا عالم ومتعلم، أو ذكر الله وما والاه، وأما سب الدهر فهو عيبه ولومه والتسخط مما وقع فيه، وإضافة هذا الشيء إلى الدهر مع أن الأمر كله بيد الله عز وجل كما جاء في الحديث نفسه:«وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار» .
[٩٥ - سئل فضيلة الشيخ عن هذه العبارات: " هذا زمان أقشر"، أو "الزمن غدار" أو "يا خيبة الزمن الذي رأيتك فيه"؟]
فأجاب بقوله: هذه العبارات التي ذكرت في السؤال تقع على وجهين:
الوجه الأولى: أن تكون سبا وقدحا في الزمن فهذا حرام، ولا يجوز؛ لأن ما حصل في الزمن فهو من الله عز وجل، فمن سبه فقد سب الله،