للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوصية الأولى {أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}

أي أن لا تجعلوا معه شريكا والنهي عن الشرك بالله يشمل ثلاثة أقسام:-

القسم الأول النهي عن الشرك به في ربوبيته.

القسم الثاني النهي عن الشرك به في ألوهيته.

القسم الثالث النهي عن الشرك به في أسمائه وصفاته.

القسم الأول: الشرك في الربوبية:

من المعلوم أن الله- عز وجل- هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} . [سورة فاطر، الآية: ٣] أبدا الخالق هو الله وحده ولهذا حرم الله- عز وجل- أن يخلق أحد مثله ولو بالصورة كما قال النبي- عليه الصلاة والسلام- في المصورين: انه يقال لهم: أحيوا ما خلقتم فلا يمكن أن يشرك بالله في خلقه أو ملكه أو تدبيره فمن اعتقد أن لله- تعالى- مشاركا في الخلق فقد أشرك به. لو قال: إن هذا بمقتضى الطبيعة وهذا بمقتضى الزمن وهذا بكذا وكذا مما يضاف إلى غير الله فإنه مشرك بالله ومن العجب أن هذا الشرك أعني الشرك في الربوبية لا يذهب إليه، ولا الكفار الذين قاتلهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الكفار الذين قاتلهم النبي- عليه الصلاة والسلام- هل كانوا يشركون في الربوبية؟ الجواب: لا. {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} [سورة الزخرف، الآية: ٩] . ويقرون بأن الله هو الخالق ولكن يوجد في عهدنا هذا من يكابر وينكر الخالق ويدعي

<<  <  ج: ص:  >  >>