* فالجواب: أننا أصلنا قاعدة يجب الرجوع إليها، وهي: أن الأمور الغيبية يجب علينا أن نؤمن بها ونصدق دون أن نقول: كيف؟ ! ولم؟ ! لأنها شيء وراء عقولنا، ولا يمكن أن ندركها أو نحيط بها.
أرأيت لو أن رجلين دفنا في قبر واحد: أحدهما مؤمن، والثاني كافر، فإنه ينال المؤمن من النعيم ما يستحق، وينال الكافر من العذاب ما يستحق، وهما في قبر واحد، وهكذا نقول في العرق يوم القيامة.
* فإن قلت: هل تقول: إن الله سبحانه وتعالى يجمع من يلجمهم العرق في مكان ومن يصل إلى كعبيه في مكان، وإلى ركبتيه في مكان، وإلى حقويه في مكان؟
فالجواب: لا نجزم بهذا، والله أعلم، بل نقول: من الجائز أن يكون الذي يصل العرق إلى كعبه إلى جانب الذي يلجمه العرق، والله على كل شيء قدير، وهذا نظير النور الذي يكون للمؤمنين؛ يسعى بين أيديهم وبأيمانهم، والكفار في ظلمة؛ فيوم القيامة يجب علينا أن نؤمن به وبما يكون فيه، أما كيف؟ ! ولم؟ ! فهذا ليس إلينا.
الأمر الخامس مما يكون يوم القيامة:
ما ذكره بقوله:" فتنصب الموازين فتوزن بها أعمال العباد ".
والمؤلف يقول:" الموازين ": بالجمع، وقد وردت النصوص بالجمع والإفراد:
فمثال الجمع: قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}