للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلبلة وجدال أدى إلى جعل كتاب الله - تعالى - دالا على معانٍ تخييلية لا حقيقة لها، ولولا أن إنكار هذا يستلزم تسفيه أئمتنا وعلمائنا من أهل السنة، أو تكذيبهم أقول: لولا هذا وهذا ما تكلمت في هذه المسألة لأنها من الأمور المعلومة بالحس، والمشاهدة، وما كان معلومًا بالحس والمشاهدة لا يحتاج إلى دليل لأن الأمور الحسية دليل بنفسها، وإنكارها مكابرة أو سفسطة. فلا تخدعوا أنفسكم، ولا تتعجلوا، واستعيذوا بالله من شرور خلقه من الجن والإنس، واستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور التواب الرحيم.

(١١٩) سئل فضيلة الشيخ - حفظه الله - هل الجن أسلموا برسالة محمد، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآمنوا بالرسل من قبل هل فرض عليهم الحج وإن كان كذلك فأين يحجون؟.

فأجاب حفظه الله بقوله: إن الجن مكلفون بلا شك، مكلفون بطاعة الله - سبحانه وتعالى - وإن منهم المسلم والكافر، ومنهم الصالح ومن دون ذلك كما ذكر الله - تعالى - في سورة الجن عنهم حيث قالوا: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} وقالوا: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} .

وقد صرف الله نفرًا من الجن إلى رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستمعوا القرآن وآمنوا به وذهبوا دعاة إلى قومهم كما قال الله - تعالى -:

<<  <  ج: ص:  >  >>