للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* مثال ذلك قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} . فنفي الموت عنه، يتضمن كمال حياته.

* مثال آخر قوله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} . نفي الظلم عنه، يتضمن كمال عدله.

* مثال ثالث قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} . فنفي العجز عنه يتضمن كمال علمه وقدرته. ولهذا قال بعده: {إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} . لأن العجز سببه إما الجهل بأسباب الإيجاد وإما قصور القدرة عنه فلكمال علم الله تعالى وقدرته لم يكن ليعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض.

وبهذا المثال علمنا أن الصفة السلبية قد تتضمن أكثر من كمال.

[القاعدة الرابعة الصفات الثبوتية أكثر بكثير من الصفات السلبية]

القاعدة الرابعة: الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال فكلما كثرت وتنوعت دلالاتها ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر بكثير من الصفات السلبية، كما هو معلوم.

أما الصفات السلبية فلم تذكر غالبا إلاّ في الأحوال التالية:

الأولى: بيان عموم كماله كما في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} . وقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} .

الثانية: نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون، كما في قوله: {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا} .

<<  <  ج: ص:  >  >>