(١) الغيب ما غاب عن الإنسان وهو نوعان: واقع، ومستقبل، فغيب الواقع نسبي يكون لشخص معلوما ولآخر مجهولا، وغيب المستقبل حقيقي لا يكون معلوما لأحد إلا الله وحده أو من أطلعه الله عليه من الرسل فمن ادعى علمه فهو كافر، لأنه مكذب لله عز وجل ولرسوله، قال الله تعالى:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} ، وإذا كان الله عز وجل يأمر نبيه محمدا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يعلن للملأ أنه لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله، فإن من ادعى علم الغيب فقد كذب الله عز وجل ورسوله في هذا الخبر.
ونقول لهؤلاء: كيف يمكن أن تعلموا الغيب والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يعلم الغيب؟ هل أنتم أشرف أم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فإن قالوا: نحن أشرف من الرسول، كفروا بهذا القول. وإن قالوا: هو أشرف فنقول: لماذا يحجب عنه الغيب وأنتم تعلمونه؟ وقد قال الله عز وجل عن نفسه:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} ، وهذه آية ثانية تدل على كفر من ادعى علم الغيب، وقد أمر الله تعالى نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يعلن للملأ بقوله:{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} .