[سئل فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى: هل يجوز زيارة قبر أمي حيث ماتت منذ أكثر من عشر سنوات؟]
فأجاب فضيلته بقوله: زيارة القبور أمر بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال:"كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكركم الا?خرة"، فينبغي للإنسان أن يزور المقابر، ويعتبر ويتعظ، ويدعو لهم بما ورد مثل:"السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاءالله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم".
وزيارة قبر أمك بخصوصه لا بأس به، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سأل الله عز وجل أن يزور قبر أمه فأذن له سبحانه وتعالى، واستأذن أن يستغفر لها فلم يأذن له، لأن أم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ماتت على الكفر قبل أن يُبعث النبي عليه الصلاة والسلام. فدل هذا على أنه يجوز للإنسان أن يزور قبر أبيه، أو أمه، أو قريبه على وجه الخصوص.
إلا أن أهل العلم لا يجوزونه على القول الراجح، إذا احتاج إلى شد رحل وسفر، لكن إذا كانت أمك في بلدك جاز لك زيارة قبرها، كما علمت، أما في بلد آخر فادع الله لها وأنت في بلدك، والله قريب مجيب، ولا تسافر من أجل زيارة قبرها، والله الموفق.