للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (١) .

والخيرية هنا واردة فيما هو مندوب وليس بواجب.

وبهذا تبين أن الاستنباط المذكور ليس بشيء والله أعلم.

* * *

[١٠١) وسئل فضيلته: عن الأحاديث الواردة في التثويب في أذان الفجر؟]

فأجاب بقوله: الأحاديث الواردة في التثويب في أذان الفجر ليس فيها حديث صحيح لذاته، لكن فيها أحاديث كثيرة لا تخلو من مقال، إلا أنها بمجموعها ترتقي إلى درجة الصحة لكثرتها وشهرتها وعمل المسلمين بها، وقد وردت في أذان بلال، وأذان أبي محذورة، فأما حديث بلال فظاهره أنه يقال في الأذان الثاني فإن فيه أن بلالاً دعا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات غداة لصلاة الفجر فقيل إنه نائم فنادى بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم، قال سعيد بن المسيب فأدخلت هذه في التأذين إلى صلاة الفجر (٢) ، وأما حديث أبي محذورة فظاهره أنه يقال في الأذان الأول فإن فيه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: " فإذا أذنت بالأول من الصبح فقل الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم " (٣) ، وفي رواية: " في الأولى من الصبح "، وفي رواية: " فإن كانت صلاة الصبح قلت الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم " (٤) ، ولم تقيد بالأذان الأول. وعن


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٧١..
(٢) تقدم تخريجه ص١٧٩.
(٣) تقدم تخريجه ص١٧٦.
(٤) تقدم تخريجه ص١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>