للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اعتقاد الفرقة الناجية]

ــ

فكأنه يقول: " فهذا الذي بين يديك كذا وكذا ".

هذه إذًا ثلاثة أوجه.

" اعتقاد ": افتعال من العقد وهو الربط والشد هذا من حيث التصريف اللغوي، وأما في الاصطلاح عندهم، فهو حكم الذهن الجازم، يقال: اعتقدت كذا، يعنى: جزمت به في قلبي، فهو حكم الذهن الجازم، فإن طابق الواقع، فصحيح، وإن خالف الواقع، ففاسد، فاعتقادنا أن الله إله واحد صحيح، واعتقاد النصارى أن الله ثالث ثلاثة باطل؛ لأنه مخالف للواقع ووجه ارتباطه بالمعنى اللغوي ظاهر؛ لأن هذا الذي حكم في قلبه على شيء ما كأنه عقده عليه وشده عليه بحيث لا يتفلت منه.

" الفرقة " بكسر الفاء، بمعنى: الطائفة، قال الله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} [التوبة: ١٢٢] ، وأما الفرقة بالضم، فهي مأخوذة من الافتراق.

" الناجية ": اسم فاعل من نجا، إذا سلم، ناجية في الدنيا من البدع سالمة منها وناجية في الآخرة من النار.

ووجه ذلك «أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة " قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: " من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي» (١)


(١) رواه الترمذي/ كتاب الإيمان/ باب ما جاء في افتراق هذه الأمة. واللالكائي في "شرح السنة" (١٤٧) ، والحاكم (١/١٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>