للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجل أو يكون في قلب الإنسان محبة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزيد على محبة الله، فإن هذا خطأ عظيم، فمحبة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تابعة لمحبة الله، وتعظيمنا له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تابع لتعظيم الله عز وجل، وهو دون تعظيم الله تعالى, ولهذا نهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن نغلو فيه وأن نجعل له حقًّا مساويًا لحق الله عز وجل, فقد «قال له رجل مرة: ما شاء الله وشئت. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أجعلتني لله ندًّا بل ما شاء الله وحده"

والخلاصة: أنه يجب على الإنسان أن يكون تعظيم الله تعالى ومحبته في قلبه أعظم من محبة وتعظيم كل أحد، وأن تكون محبة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتعظيمه في قلبه أعظم من محبة وتعظيم كل مخلوق، وأما أن يساوي بين حق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحق الله تعالى فيما يختص الله به فهذا خطأ عظيم.

(٣٠٥) وسئل -حفظه الله تعالى- عن رجل حفر لتأسيس بيته فوجد عظامًا فأخرجها فما حكم عمله هذا؟

فأجاب قائلًا: إذا تيقن أو غلب على ظنه أنها عظام موتى مسلمين فإنه لا يجوز له نقل العظام، وأصحاب القبور أحق بالأرض منه؛ لأنهم لما دفنوا فيها ملكوها، ولا يحل له أن يبني بيته على قبور المسلمين، ويجب عليه إذا تيقن أن هذا المكان فيه قبور أن يزيل البناء، وأن يدع القبور لا بناء عليها. وفي مثل هذه الحال الواجب مراجعة ولاة الأمور.

<<  <  ج: ص:  >  >>