للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله]

أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا

ــ

قوله: " من أطاع العلماء ". " من " يحتمل أن تكون شرطية؛ بدليل قوله: " فقد اتخذهم "؛ لأنه جواب الشرط، ويحتمل أن تكون موصولة؛ أي: " باب الذي أطاع العلماء ".

قوله: " فقد اتخذهم ". خبر المبتدأ، وقرنت بالفاء؛ لأن الاسم الموصول كالشرط في العموم، وعلى الأول تقرأ: " باب " بالتنوين، وعلى الثاني بدون تنوين، والأول أحسن.

والمراد بالعلماء: العلماء بشرع الله، والأمراء: أولو الأمر المنفذون له، وهذان الصنفان هم المذكوران في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: ٥٩] ، فجعل الله طاعته مستقلة، وطاعة رسوله مستقلة، وطاعة أولي الأمر تابعة، ولهذا لم يكرر الفعل (أطيعوا) ؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وأولو الأمر: هم أولو الشأن، وهم العلماء؛ لأنه يستند إليهم في أمر الشرع والعلم به، والأمراء؛ لأنه يستند إليهم في تنفيذ الشرع وإمضائه، وإذا استقام العلماء والأمراء استقامت الأمور، وبفسادهم تفسد الأمور؛ لأن العلماء أهل الإرشاد والدلالة، والأمراء أهل الإلزام والتنفيذ.

قوله: " في تحريم ما أحل الله ". أي: في جعله حراما؛ أي: عقيدة أو عملا.

" أو تحليل ما حرم الله ". أي: في جعله حلالا عقيدة أو عملا؛ فتحريم ما

<<  <  ج: ص:  >  >>