للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س ١٨: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله تعالى-: ورد عن الصحابة - رضي الله عنهم- أنهم قالوا: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا الاستخارة في كل أمر من أمورنا، كما يعلمنا السورة من القرآن (١) ، فهل الاستخارة في الأمور الدنيوية فقط، أو حتى في الأمور التعبدية

أيضاً، فمثلاً أستخير الله عندما أريد الذهاب إلى الحج أو الجهاد، وإذا كان الجواب بالإيجاب فكيف أوفق بينه وبين ما ورد في دعاء الاستخارة: اللهم إن كنت تعلم أن في سفري- إلى الحج أو

الذهاب مثلاً- خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن في هذا الأمر شرًّا لي في ديني الخ ... فكيف يكون في الحج وهو فرض شر لي في ديني، وكيف يكون في

الذهاب إلى الجهاد شر وهو فرض عين، أرجو توضيح ذلك جزاكم الله خيراً.

فأجاب فضيلته بقوله-: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه أجمعين؟ الحديث الوارد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاستخارة شامل عام في كل أمر يهم به الإنسان، ولا يدري الخيرة في فعله أم في تركه، فيستخير الله تعالى، ولكنه لا يتناول الأمور المفروضة على المرء، لأن فعل الأمور المطلوبة على المرء خير بلا تردد، وعلى هذا فإذا وجب

الحج على الإنسان وتمت شروط الوجوب فإن عليه أن يحج بدودن استخارة، كما أنه إذا أذن لصلاة الظهر مثلاً، فإنه يجب عليه أن يصلي بدون استخارة، وكذلك إذا وجب عليه الجهاد فصار فرض


(١) أخرجه البخاري، أبواب التهجد، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى (رقم ١١٦٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>