للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«فيقول: قال الحق، وهو العلي الكبير. فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل» . (١)

ــ

فإن قيل: كيف يمكن أن يصعقوا ويخروا سجدا؟

فالجواب: أن الصعق هنا -والله أعلم- يكون قبل السجود، فإذا أفاقوا سجدوا.

قوله: " فيكون أول من يرفع رأسه جبريل "، أول: بالنصب على أنها خبر مقدم، وجبريل بالرفع على أنها اسم يكون مؤخرا.

قوله: " بما أراد "، أي: بما شاء؛ لأن الله تعالى يتكلم بمشيئة.

قوله: " ثم يمر جبريل على الملائكة "؛ لأنه يريد النزول من عند الله إلى حيث أمره الله أن ينتهي إليه بالوحي.

قوله: " قال الحق وهو العلي الكبير "، سبق في تفسير ذلك أنه يحتمل قال الحق في هذه القضية المعينة، أو قال الحق؛ لأن من عادته سبحانه ألا يقول إلا الحق، وأيا كان؛ فإن جبريل لا يخبر الملائكة بما أوحى الله إليه، بل يقول: قال الحق مبهما، ولهذا سمي عليه السلام بالأمين، والأمين: هو الذي لا يبوح بالسر.

قوله: " وهو العلي الكبير "، تقدم الكلام عليه.

قوله: " فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل "، أي: قال الحق، وهو العلي الكبير.

قوله: «فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله -عز وجل» -"، أي: يصل بالوحي إلى حيث أمره الله من الأنبياء والرسل.

من فوائد الحديث:


(١) تفسير ابن جرير الطبري (٢٢/٩١) ، وابن كثير في تفسيره (٦/٥٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>