للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه: عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: «قام فينا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين أنزل عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: ٢١٤] ؛ فقال: "يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم؛ لا أغني عنكم من الله شيئا.

»

ــ

قوله: " قام أي: خطيبا.

قوله: "أنزل عليه أي: أنزل عليه بواسطة جبريل: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ} [الشعراء: ٢١٤] .

قوله: " أنذر أي: حذر وخوف، والإنذار: الإعلام المقرون بتخويف.

قوله: " عشيرتك العشيرة: قبيلة الرجل من الجد الرابع فما دون.

قوله: " الأقربين أي: الأقرب فالأقرب؛ فأول من يدخل في عشيرة الرجل أولاده، ثم آباؤه، ثم إخوانه، ثم أعمامه، وهكذا.

ويؤخذ من هذا أن الأقرب فالأقرب أولى بالإنذار؛ لأن الحكم المعلق على وصف يقوى بقوة هذا الوصف، وذلك أن الوصف الموجب للحكم كلما كان أظهر وأبين؛ كان الحكم فيه أظهر وأبين.

وقوله: " حين أنزل عليه " يفيد أنه لم يتأخر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل قام، فقال: " يا معشر قريش أي: يا جماعة قريش.

وقريش: هو فهر بن النضر بن مالك، أحد أجداد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قوله: " أو كلمة نحوها أي: أو قال كلمة نحوها، أي شبهها، وهذا من احتراز الرواة أنهم إذا شكوا أدنى شك قالوا: أو كما قال، أو كلمة نحوها، وما أشبه ذلك، وعليه فـ "أو": للشك والتردد.

قوله: " اشتروا أنفسكم "، أي: أنقذوها؛ لأن المشتري نفسه كأنه أنقذها من

<<  <  ج: ص:  >  >>