وهذه هي الوصية العاشرة، وهي جامعة لكل الشرع فيقول: هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، وصراط الله تعالى هو دينه الذي أرسل به رسله، ودين محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو آخر الأديان، فيجب على كل أحد من الناس أن يتبع هذا الدين وأن لا يتبع السبل فتفرق به عن سبيل الله ويضل ويهلك وقد حذر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من التفرق واتباع السبل ومن ذلك ما أخرجه الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «خط رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطا بيده، ثم قال:" هذا سبيل الله مستقيما" وخط عن يمينه وشماله ثم قال: " هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه"، ثم قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} » (١) وفي الآية وحَّد الله تعالى سبيله لأن الحق واحد، ولهذا جمع السبل لتفرقها وتشعبها وكثرتها.
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم ممن أوفى بعهد الله وممن قام بطاعته، وأسأل الله لي ولكم القبول والتوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
(١) أخرجه الإمام أحمد (٤١٤٢) وابن ماجه (المقدمة) باب: اتباع السنة، والدارمي (٢٠٦) والبغوي في "شرح السنة " جـ١ص ١٩٦، والحاكم جـ٢ ص ٣١٨ وصححه ووافقه الذهبي. وصححه أحمد شاكر.