للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما إذا سجد في الصلاة فإنه يكبر إذا سجد ويكبر إذا رفع؛ لأن جميع الواصفين لصلاة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكرون أنه يكبر كلما رفع وكلما خفض (١) ويدخل في هذا سجود التلاوة، فإن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسجد للتلاوة في الصلاة كما صح ذلك من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قرأ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاة العشاء: (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ) فسجد فيها (٢) ، والذين يصفون صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يستثنون من هذا سجود التلاوة فدل هذا على أن سجود التلاوة في الصلاة كسجود صلب الصلاة، أي انه يكبر إذا سجد، وإذا رفع، ولا فرق بين أن تكون السجدة في آخر آية قرأها، أو في أثناء قراءته فإنه يكبر إذا سجد، ويكبر إذا رفع، ثم يكبر للركوع عند ركوعه، ولا يضر توالي التكبيرتين؛ لأن سببيهما مختلف، وما يفعله بعض الناس إذا قرأ السجدة في الصلاة فسجد كبر للسجود دون الرفع منه فإنني لا أعلم له أصلاً، والخلاف الوارد في التكبير عند الرفع من سجود التلاوة إنما هو في السجود المجرد الذي يكون خارج الصلاة أما إذا كان السجود في أثناء الصلاة فإنه يعطى حكم سجود صلب الصلاة فيكبر إذا سجد، ويكبر إذا قام من السجود.

[٨٨٢ سئل فضيلة الشيخ: هل لسجود التلاوة تكبير وتسليم؟]

...


(١) متفق عليه وتقدم ص٣١١.
(٢) متفق عليه من حديث أبي هريرة، رواه البخاري في سجود القرآن باب: سجدة (إذا السماء انشقت) ح (١٠٧٤) وسلم في المساجد باب: سجود التلاوة ح١٠٧ (٥٧٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>