ينساه تهاونًا به وإعراضًا عنه لاشك أنه خاسر وأنه مستحق الإثم، وأما الذي ينساه لشيء واجب عليه أوجبه الله- سبحانه وتعالى- عليه، أو نسيانا طبيعيًا فهذا لا يلحقه شيء.
[س ١٧٣: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله-: عن كتاب فقه السنة؟]
فأجاب بقوله: لاشك أنه من خير الكتب؛ لأن فيه مسائل كثيرة مقرونة بالأدلة، لكنه لا يسلم من الأخطاء، وكما قال ابن رجب- رحمه الله- في مقدمة القواعد الفقهية:"يأبى الله العصمة لكتاب غير
كتابه، ولكن المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه "، فالكتاب لاشك أنه نافع لكن لا أرى أن يقتنيه إلا طالب علم يميز بين الصحيح والضعيف؛ لأن به مسائل ضعيفة كثيرة.
ومن ذلك القول باستحباب صلاة التسبيح (١) فإن صلاة التسبيح قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- إن حديثها كذب، وقال: إنه لا يستحبها أحد من الأئمة، ولما سئل عنها الإمام أحمد، نفض يده كالمنكر لها.
(١) حديث صلاة التسبيح رواه أبو داود/كتاب الصلاة/باب صلاة التسبيح برقم (٧٥٧) ، وانظر كلام شيخنا- رحمه الله- في "الفتاوى" (١٥/٣١١) والله الموفق..