للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليلة إلى أخرى وأنها لا تكون في ليلة معينة كل عام، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أري ليلة القدر في المنام وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، وكانت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين" (١) ، وقال عليه الصلاة والسلام: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" (٢) وهذا يدل على أنها لا تنحصر في ليلة معينة، وبهذا تجتمع الأدلة، ويكون الإنسان في كل ليلة من ليالي العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر، وثبوت أجر ليلة القدر حاصل لمن قامها إيماناً واحتساباً سواء علم بها أو لم يعلم؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (٣) . ولم يقل إذا علم أنه أصابها فلا يشترط في حصول ثواب ليلة القدر أن يكون العامل عالماً بها بعينها، ولكن من قام العشر الأواخر من رمضان كلها إيماناً واحتساباً فإننا نجزم بأنه أصاب ليلة القدر سواء في أول العشر أو في وسطها أو في آخرها. والله الموفق.

[٨١٦ سئل فضيلة الشيخ: عن أحرى الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر؟ وما أفضل دعاء يقال فيها؟ وما علاماتها؟]

فأجاب فضيلته بقوله: أحرى الليالي التي ترجى فيها ليلة


(١) تقدم في الموضع السابق.
(٢) رواه البخاري في صلاة التراويح، باب: تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر (١٩١٣) ، ومسلم في الصيام، باب: فضل ليلة القدر (١١٦٩) .
(٣) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وتقدم تخريجه ص٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>