«أخبر بذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا؛ ففاضت عيناه» .
وهناك أيضا أصناف أخرى يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
* وقوله: " لا ظل إلا ظله "؛ يعني: إلا الظل الذي يخلقه، وليس كما توهم بعض الناس أنه ظل ذات الرب عز وجل؛ فإن هذا باطل؛ لأنه يستلزم أن تكون الشمس حينئذ فوق الله عز وجل.
ففي الدنيا؛ نحن نبني الظل لنا، لكن يوم القيامة؛ لا ظل إلا الظل الذي يخلقه سبحانه وتعالى ليستظل به من شاء من عباده.
الأمر الرابع مما يكون يوم القيامة:
ما ذكره المؤلف رحمه الله بقوله: " ويلجمهم العرق ".
" يلجمهم "؛ أي يصل منهم إلى موضع اللجام من الفرس، وهو الفم، ولكن هذه غاية ما يصل إليه العرق، وإلا؛ فبعضهم يصل العرق إلي كعبيه، وإلى ركبتيه، وإلى حقويه، ومنهم من يلجمه؛ فهم يختلفون في هذا العرق، ويعرقون من شدة الحر؛ لأن المقام مقام زحام. وشدة ودنو شمس؛ فيعرق الإنسان مما يحصل في ذلك اليوم؛ لكنهم على حسب أعمالهم.