للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: في سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ــ

السنة في اللغة: الطريقة، ومنه قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لتركبن سنن من كان قبلكم» يعني: طريقتهم.

وفي الاصطلاح هي: " قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفعله وإقراره ". فتشمل الواجب والمستحب.

والسنة هي المصدر الثاني في التشريع.

ومعنى قولنا: " المصدر الثاني ": يعني: في العدد، وليس في الترتيب؛ فإن منزلتها إذا صحت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كمنزلة القرآن.

لكن الناظر في القرآن يحتاج إلى شيء واحد، وهو صحة الدلالة على الحكم، والناظر في السنة يحتاج إلى شيئين: الأول: صحة نسبتها إلى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والثاني: صحة دلالتها على الحكم؛ فكان المستدل بالسنة يعاني من الجهد أكثر مما يعانيه المستدل بالقرآن؛ لأن القرآن قد كفينا سنده؛ فسنده متواتر، ليس فيه ما يوجب الشك؛ بخلاف ما ينسب إلى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فإذا صحت السنة عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ كانت بمنزلة القرآن تماما في تصديق الخبر والعمل بالحكم، كما قال تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [النساء:١١٣] .

<<  <  ج: ص:  >  >>