للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا هو الغالب عندنا في بلادنا.

أما لو كانت المقبرة ملكاً خاصاً له كما يوجد في بعض البلاد الإسلامية يشتري أرضاً يدفن فيها من يموت من أقاربه فإن له أن يحفر ذلك قبل موته.

وأقول: إن هذا ليس أمراً مشروعاً وإن كان جائزاً، ولا أعلم فيه سنة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا عن أحد من أصحابه رضوان الله عليهم ثم إنه من الجهل فإن الإنسان لا يدري بأي أرض يموت، كما قال تعالى: {وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ} . فإنه قد يحفر هذا القبر ويموت في أرض أخرى. والله الموفق.

سئل فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى: عندما يموت الشخص ويوضع في قبره هل يعلم أنه انتقل إلى الدار الا?خرة، وهل يذكر أهله وأولاده؟

فأجاب فضيلته بقوله: أما كونه يشعر إذا انتقل إلى الدار الا?خرة فإنه يشعر من حين يأتيه ملك الموت ليقبض روحه، ويعلم أن روحه خرجت من جسده بنظره إليها. فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبر أن الروح إذا قبضت تبعها البصر ولهذا يشخص بصر الميت. دخل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أبي سلمة رضي الله عنه وقد شخص بصره يعني انفتح فأغمضه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر" ثم قال: "اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين،

<<  <  ج: ص:  >  >>