سئل فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى: نرى بعض الناس في المسجد النبوي يقف مستقبلاً قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أي مكان في المسجد فهل هذه الصفة مشروعة؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا كان يريد بذلك أن يسلم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنقول له: أدن من القبر، فإن زيارة القبر لابد فيها من الدنو، وإذا كنت تريد أن تدعوه فهو شرك أكبر يخرجك من ملة الرسول عليه الصلاة والسلام، أو أن تدعو الله متوجهاً إلى القبر فهذا بدعة ووسيلة للشرك، وليس من المعقول أن تنصرف من بيت الله إلى قبر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن بيت الله الذي يجب على كل مسلم أن يتجه إليه في صلاته أفضل من قبر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأفضل بقعة على وجه الأرض هو بيت الله عز وجل الكعبة فلا يليق بك وأنت تدعي أنك تعبد الله أن تتوجه بدعائك إلى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام دون أن تتوجه إلى بيت الله، هذا من تسفيه ومن إضلال الشيطان لبني آدم وإغوائه إياهم، وإلا فبمجرد أن يفكر الإنسان بقطع النظر عن الدليل الشرعي يعلم أن هذا ضلال وسفه، حينئذ نقول للواقف على هذا الوجه يريد التسليم على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نقول له: ادن من القبر. والذي يدعو الله متوجهاً إلى القبر، نقول: هذا بدعة ووسيلة للشرك وضلال في الدين وسفه في العقل؛ لأن توجهك إلى بيت الله أولى من توجهك إلى قبر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وإذا كان يتوجه هذا التوجه يدعو الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو مشرك شركاً أكبر يخرجه عن ملة رسول الله عليه الصلاة والسلام.