للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم براحلته ... » الحديث. متفق عليه.

ــ

لأنه ليس لك من العمر إلا ما أمضيته في طاعة الله، وستمر بك الأيام فإذا نزل بك الموت؛ فكأنك ولدت تلك الساعة، وكل ما مضى ليس بشيء.

هذا الحديث في إثبات الفرح «لله أشد فرحا بتوبة عبده ... » ؟

" لله ": اللام هذه لام الابتداء. " الله " مبتدأ.

" أشد ": خبر المبتدأ.

" فرحا ": تمييز.

قال المؤلف: " الحديث "؛ أي: أكمل الحديث.

والحديث أن هذا الرجل كان معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فضلت عنه، فذهب يطلبها، فلم يجدها، فأيس من الحياة ثم اضطجع تحت شجرة ينتظر الموت؛ فإذا بخطام ناقته متعلقا بالشجرة، ولا أحد يستطيع أن يقدر هذا الفرح؛ إلا من وقع فيه، فأمسك بخطام الناقة، وقال: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك؛ أخطأ من شدة الفرح؛ لم يملك كيف يتصرف في الكلام.

فالله عز وجل أفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه من هذا الرجل براحلته، وليس الله عز وجل بمحتاج إلى توبتنا، بل نحن مفتقرون إليه في كل أحوالنا لكن لكرمه جل وعلا ومحبته للإحسان والفضل والجود يفرح هذا الفرح الذي لا نظير له بتوبة الإنسان إذا تاب إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>