للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِأَنَّهُم كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُم (٩)) (١) وإذا كان كذلك فإن الله تعالى يقول في القرآن: (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (٢) وهذا أتى الفسوق فيكون نسكه ناقصاً، فالذي يدخن وهو محرم نسكه ناقص ينقص أجره وثوابه، ولهذا أرى أن الإنسان العاقل يتخذ من الإحرام فرصة لترك الدخان؛ لأنه إذا بقي هذه المدة لم يشرب الدخان سهل عليه تركه والمضي في ذلك فتكون هذه فرصة لمن أراد أن ينتهي عن الدخان. والله الموفق.

[س ١٦٤٨: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله تعالى-: ما حكم الرجوع للمعاصي بعد أداء فريضة الحج؟]

فأجاب فضيلته بقوله: الرجوع إلى المعاصي بعد أداء فريضة الحج نكسة عظيمة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع "يعني من ذنوبه "كيوم ولدته أمه " (٣) وقال صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" (٤) فإذا نقى صحيفته بهذا الحج فإن من السفه أن يسود الصحيفة بسيئات أعماله بعد الحج، وهكذا أيضاً موسم الصوم في رمضان إذا عاد الإنسان إلى المعاصي فقد خسر خاسرة عظيمة، وانتكس نكسة عظيمة، فعليه


(١) سورة محمد، الآية: ٩.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٩٧.
(٣) أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب فضل الحج المبرور (١٥٢١) ، ومسلم، كتاب الحج، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة (١٣٥٠) .
(٤) تقدم تخريجه ص ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>