تزويجها إياه، وقد أعرض عنه ابن كثير - رحمه الله - فلم يذكره، وقال: أحببنا أن نضرب عنها - أي عن الآثار الواردة عن بعض السلف صفحًا - لعدم صحتها فلا نوردها، ويدل على بطلان هذا الأثر أنه لا يليق بحال الأنبياء فضلا عن أفضلهم وأتقاهم لله - عز وجل - وما أشبه هذه القصة بتلفيق قصة داود عليه الصلاة والسلام، وتحيله على التزوج بزوجة من ليس له إلا زوجة واحدة، على ما ذكر في بعض كتب التفسير عند قوله تعالى:{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} . إلى آخر القصة فإن من علم قدر الأنبياء وبعدهم عن الظلم والعدوان والمكر والخديعة علم أن هذه القصة مكذوبة على نبي الله داود عليه الصلاة والسلام.
والحاصل أنه وإن جاز للنبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن يتزوج لمجرد قضاء الوطر من النكاح وجمال المرأة وأن ذلك لا يقدح في مقامه، فإننا لا نعلم أن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تزوج زواجًا استقرت به الزوجة وبقيت معه من أجل هذا الغرض. والله أعلم.
(١٣٢) سئل فضيلة الشيخ: لماذا وجه الله الخطاب إلى الرسول، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في قوله:{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ} مع أن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، معصوم من الشرك؟
فأجاب بقوله: الخطاب هنا للرسول، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في ظاهر سياق الآية.