وفرضت عليه الصلوات الخمس، وصلى في مكة ثلاث سنين (١) وبعدها أمر بالهجرة (٢)
ــ
(١) وكان يصلي الرباعية ركعتين حتى هاجر إلى المدينة فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر.
(٢) أمر الله عز وجل نبيه محمدا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ب الهجرة إلى المدينة لأن أهل مكة منعوه أن يقيم دعوته، وفي شهر ربيع الأول من العام الثالث عشر من البعثة وصل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة مهاجرا من مكة البلد الأول للوحي وأحب البلاد إلى الله ورسوله، خرج من مكة مهاجرا بإذن ربه بعد أن قام بمكة ثلاث عشرة سنة يبلغ رسالة ربه ويدعو إليه على بصيرة فلم يجد من أكثر قريش وأكابرهم سوى الرفض لدعوته والإعراض عنها، والإيذاء الشديد للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن آمن به حتى آل الأمر بهم إلى تنفيذ خطة المكر والخداع لقتل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث اجتمع كبراؤهم في دار الندوة وتشاوروا ماذا يفعلون برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رأوا أصحابه يهاجرون إلى المدينة وأنه لا بد أن يلحق بهم ويجد النصرة والعون من الأنصار الذين بايعوه على أن يمنعوه مما يمنعون منه أبناءهم ونساءهم وحينئذ تكون له الدولة على قريش، فقال عدو الله أبو جهل: الرأي أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جلدا، ثم نعطي كل واحد سيفا صارما ثم يعمدوا إلى محمد فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه ونستريح منه فيتفرق دمه في القبائل فلا يستطيع بنو عبد مناف -يعني عشيرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يحاربوا قومهم جميعا، فيرضون بالدية فنعطيهم