للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحمك الله (١)

أن التوحيد هو إفراد الله - سبحانه - بالعبادة (٢) .

ــ

(١) أي أفاض الله عليك من رحمته التي تحصل بها على مطلوبك وتنجو من محذورك، فالمعنى غفر الله لك ما مضى من ذنوبك، ووفقك وعصمك فيما يستقبل منها.

هذا إذا أفردت الرحمة أما إذا قرنت بالمغفرة، فالمغفرة لما مضى من الذنوب، والرحمة التوفيق للخير والسلامة من الذنوب في المستقبل. وصنيع المؤلف - رحمه الله - يدل على شفقته وعنايته بالمخاطب.

(٢) التوحيد لغة: مصدر وحد يوحد، أي جعل الشيء واحدا، وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات، نفي الحكم عما سوى الموحد، وإثباته له؛ لأن النفي وحده تعطيل، والإثبات وحده لا يمنع المشاركة. فمثلا لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله، فينفي الألوهية عما سوى الله تعالى، ويثبتها لله وحده.

وفي الاصطلاح عرف المؤلف - رحمه الله تعالى - التوحيد بقوله: " التوحيد هو إفراد الله- عز وجل -بالعبادة " أي أن تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئا بل تفرده وحده بالعبادة محبة، وتعظيما، ورغبة، ورهبة.

ومراد الشيخ - رحمه الله تعالى - التوحيد الذي بعثت الرسل لتحقيقه؛ لأنه هو الذي حصل الإخلال به والخلاف بين الرسل وأممهم.

وهناك تعريف أعم للتوحيد وهو: " إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به" وأنواعه ثلاثة:

الأول: توحيد الربوبية وهو" إفراد الله تعالى بالخلق، والملك، والتدبير " قال الله- عز وجل -: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} وقال تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>