للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد (١) وبعد العشر عرج به إلى السماء (٢)

ــ

(١) أي إن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بقي عشر سنين يدعو إلى توحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة سبحانه وتعالى.

(٢) العروج الصعود، ومنه قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} وهو من خصائص النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العظيمة التي فضله الله بها قبل أن يهاجر من مكة، فبينما هو نائم في الحجر في الكعبة أتاه آت فشق ما بين ثغرة نحره إلى أسفل بطنه ثم استخرج قلبه فملأه حكمة وإيمانا تهيئة لما سيقوم به ثم أتي بدابة بيضاء دون البغل وفوق الحمار يقال لها: البراق يضع خطوه عند منتهى طرفه فركبه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبصحبته جبريل الأمين حتى وصل بيت المقدس فنزل هناك وصلى بالأنبياء إماما، بكل الأنبياء والمرسلين يصلون خلفه ليتبين بذلك فضل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشرفه وأنه الإمام المتبوع، ثم عرج به جبريل إلى السماء الدنيا فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح له فوجد فيها آدم فقال جبريل: هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلم عليه فرد عليه السلام، وقال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، وإذا على يمين آدم أرواح السعداء وعلى يساره أرواح الأشقياء من ذريته فإذا نظر إلى اليمين سر وضحك وإذا نظر قبل شماله بكى، ثم عرج به جبريل إلى السماء الثانية فاستفتح. . إلخ. فوجد فيها يحيى وعيسى

<<  <  ج: ص:  >  >>