هذا الباب له صلة قوية بما قبله؛ لأن ما قبله فيه حكم من أطاع العلماء والأمراء في تحليل ما حرم الله، أو تحريم ما أحل الله، وهذا فيه الإنكار على من أراد التحاكم إلى غير الله ورسوله، وقد ذكر الشيخ - رحمه الله - فيه أربع آيات:
الآية الأولى: ما جعلها ترجمة للباب، وهي قوله تعالى:(ألم تر) .
الاستفهام يراد به التقرير والتعجب من حالهم، والخطاب للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قوله:{يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} . هذا يعين أن يكون الخطاب للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هنا، ولم يقل الذين آمنوا؛ لأنهم لم يؤمنوا، بل يزعمون ذلك وهم كاذبون.
والذي أنزل على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الكتاب والحكمة، قال تعالى:{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}[النساء: ١١٣] قال المفسرون: الحكمة السنة، وهم يزعمون أنهم آمنوا بذلك، لكن أفعالهم تكذب أقوالهم، حيث يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت لا إلى الله ورسوله.
قوله:{إِلَى الطَّاغُوتِ} . صيغة مبالغة من الطغيان، ففيه اعتداء وبغي،