والمراد به هنا كل حكم خالف حكم الله ورسوله، وكل حاكم يحكم بغير ما أنزل الله على رسوله، أما الطاغوت بالمعنى الأعم فقد حده ابن القيم بأنه:" كل ما تجاوز العبد به حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع "، وقد تقدم الكلام عليه في أول كتاب التوحيد.
قوله:{وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا} أي: أمرهم الله بالكفر بالطاغوت أمرا ليس فيه لبس ولا خفاء، فمن أراد التحاكم إليه، فهذه الإرادة على بصيرة، إذ الأمر بين لهم.
قوله:{وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ} . جنس يشمل شياطين الإنس والجن.
قوله:{أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} أي: يوقعهم في الضلال البعيد عن الحق، ولكن لا يلزم من ذلك أن ينقلهم إلى الباطل مرة واحدة، ولكن بالتدريج.
فقوله:(بعيدا) . أي: ليس قريبا، لكن بالتدريج شيئا فشيئا حتى يوقعهم في الضلال البعيد.
قوله:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ} أي: قال لهم الناس: أقبلوا {إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} من القرآن {وَإِلَى الرَّسُولِ} نفسه في حياته، وسنته بعد وفاته، والمراد هنا الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -نفسه في حياته.
قوله:{رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} . الرؤية هنا رؤية حال لا رؤية بصر، بدليل قوله:(تعالوا) ، فهي تدل على أنهم ليسوا حاضرين عنده. والمعنى: كأنما تشاهدهم.
قوله:{رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ} . إظهار في موضع الإضمار لثلاث فوائد:
الأولى: أن هؤلاء الذين يزعمون الإيمان كانوا منافقين.