للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالإطالة التي تشق على الناس منهي عنها، فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بلغه أن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – أطال الصلاة في قومه غضب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غضباً لم يغضب في موعظة مثله قط، وقال لمعاذ بن جبل: "أفتان أنت يا معاذ" (١) .

فالذي ينبغي أن يقتصر على الكلمات الواردة، ولا شك في أن الإطالة شاقة على الناس وترهقهم، ولا سيما الضعفاء منهم، ومن الناس من يكون وراءه أعمال ولا يحب أن ينصرف قبل الإمام ويشق عليه أن يبقى مع الإمام، فنصيحتي لإخواني الأئمة أن يكونوا بين بين، كذلك ينبغي أن يترك الدعاء أحياناً حتى لا يظن العامة أن الدعاء واجب.

[٧٧٧ وسئل فضيلة الشيخ: هل من السنة رفع اليدين عند دعاء القنوت مع ذكر الدليل؟]

فأجاب فضيلته بقوله: نعم من السنة أن يرفع الإنسان يديه عند دعاء القنوت؛ لأن ذلك وارد عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قنوته حين كان يقنت في الفرائض عند النوازل (٢) ، وكذلك صح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – رفع اليدين في قنوت الوتر (٣) ، وهو أحد الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم.

...


(١) متفق عليه وتقدم تخريجه ص١٣٥.
(٢) رواه أحمد ٣/١٣٧ وانظر ص١٧٣.
(٣) سنن البيهقي في الصلاة باب: رفع اليدين في القنوت ٣/٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>