للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صريح، ولا يرد عليه إشكال، ولا يحتاج أن يقال: هذا فيمن أوصى بالنياحة، أو فيمن كان عادة أهله النياحة ولم ينههم عند موته، بل نقول: إن الإنسان يعذب بالشيء ولا يتضرر به.

* * *

[سئل فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى: إذا بكى الإنسان لوفاة قريبه بغير اختياره فما حكم ذلك؟]

فأجاب فضيلته بقوله: النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما توفي ابنه إبراهيم بكى وقال: "إن العين تدمع، والقلب يحزن ... " فالبكاء غير المتكلف لا شيء فيه وهو من طبيعة الإنسان.

* * *

[سئل فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى: عن تعذيب الميت ببكاء أهله؟]

فأجاب فضيلته بقوله: تعذيب الميت ببكاء أهله ليس معلقاً بالبكاء، فالبكاء الطبيعي لا يعذب به الباكي، ولا المبكي عليه، وإنما الحديث فيمن يناح عليه، فإنه يعذب على ذلك في قبره صح بذلك الحديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحمله بعض العلماء على من أوصى بالنياحة عليه بعد موته، أو على من يرضى به في حياته ولم ينه أهله عنه، والصحيح أن الحديث على ظاهره يعذب وإن لم يوص، وأن لم يرض، ولكن العذاب غير العقاب، فقد يراد به القلق والتعب كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السفر: "أنه قطعة من العذاب" مع أنه ليس

<<  <  ج: ص:  >  >>